مراجعة رواية لحظات مفقودة، الكاتبة مي حسام أبو صير
تكتبه/ صفاء فوزي
الرواية صادرة عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع
عدد الصفحات ١٤٢
العنوان: جاء معبرا عن أحداث الرواية
الغلاف: رسم بدقة بالغة فكرة الراوية
الإهداء
جاء تقديرا واعترافا من الكاتبة بفضل والدها وامتنانها له وكذلك زوجها وأولادها الذين وصفتهم بأحلامها التى تسير على الأرض
الفكرة
الرواية اجتماعية رومانسية تستعرض قصة حب يعارضها الأهل بسبب الطبقية وسفر الزوج بحثا عن فرصة عمل بعد أن حرمه والده من الميراث لزواجه بمن يحب!
اللغة
استخدمت الكاتبة اللغة العربية الفصحى حوارا وسردا، وصف رائع بلغة قوية تؤثر القلب بعذب الكلام وجمال التعبير
السرد
سلس ينم عن كاتبة متمكنة من اللغة واختيار اللفظ.
حب ثم زواج ثم سفر ثم موت المئات في كارثة عبارة السلام المشهورة ثم تتوالى أحداث الفقد والظلم والحيرة والحب هكذا هي الحياة ما بين موت وميلاد، فراق وعودة.
حقيبة سفر هي أحلامنا؛ سنوات عمرنا وذكرياتنا، حقيبة سفر يحملها عاجز عن البقاء، مغترب داخل نفسه، فما المانع أن يغترب خارج وطنه؟! عندما تغلق كل السبل أمامك؛ يضعفك القريب قبل الغريب، تصبح عاجزا وأنت بكامل صحتك، تصاب بالتوحد رغم كبر سنك، فلا حل سوى حقيبة سفر.
الشخصيات
رسمتها الكاتبة بدقة تجعلك ترى ملامحهم وتشعر بحركاتهم بين طيات الورق، حتى تكاد أنفاسهم تعلن عن وجود روح داخل الصفحات، ويظهر ذلك في وصفها لحبيبة البطل على لسانه:
"حلم ربيع مشرق.. عيناها كشجر الزيتون لا يغيب خضاره.. تتشبث جذوره بأرضه لا يريد التفريط في حقه بالعودة لأهله مهماحاول طامع أن يحتله أو يبعده عن أصله.. أو حاول أحدهم اقتلاعه من جذوره .. سيظل حلمه بالعودة ومحاولاته للصمود .. لن ييأس حتى يحقق حلمه"
" شفافة هي كمياه نهر عذب.. صوتها كسمفونية مفقودة عثرت أنا عليها منذ سنوات وظلت تعزف بأوتارها في عقلي إلى أن وجدتها مرة أخرى"
النهاية
كلنا ثكالى بشكل أو بآخر دخل وطن ترك في كل ابن على أرضه ذكرى حادث أليم أصبح عقدة بالنسبة له ، حوادث تغير حياتنا من غرق عبارة أو قطارات موت تجوب أنحاء الوطن من جنوبه لشماله؛ وطرقات تسيل عليها الدماء كل يوم.
جميعا ندعي المثالية رغم أنها نسبية كنظريات الفيزياء تختلف من شخص لآخر؛ نظعي أننا وراء الحق والصواب مهما حدث؛ فلا يجهر بالخطأ سوى فاحر؛ ولكن لا تستمر المثالية دائماً، وتفوز الأنا على الإيثار.. إنه الإنسان.
وما الروايات إلا انعكاس لواقع فيه تسليط الضوء على نقطة في بحر الحياة، ربما يعيها قاريء فيقرر أن يكون إيجابياً ويبدأ بنفسه، يرد حقًا أو ينصف مظلوماً وربما يزيح أذى عن طريقٍ يوماً عندما يصبح مسؤولًا.
إقرأ أيضا خاطرة الصفحة الاولى
إرسال تعليق