ضيوف وحديث، ولقائنا اليوم مع شخصية تأثرت وأثرث، حوار خضته مع شاعرة عربية، ستعرفها في لقاء مع الشاعرة رشا لطفي.
الشاعرة رشا لطفي
هي الشاعرة والصيدلانية "رشا لطفي" من مواليد القاهرة عام 1983م، وقد تخرَّجَتْ في كلية الصيدلة، جامعة القاهرة عام 2004م.• فازت في العديد من المسابقات الشعرية الإلكترونية، كما حصلت على "الدكتوراة الفخرية في الشعر العربي" معتمَدة من "مجمع شعراء الفصحى- عمّان- الأردن".
• شاركت في عددٍ من لجان التحكيم في مسابقات شعرية مختلفة، وكذلك في عددٍ من لجان القراءة والتدقيق اللغوي والمراجعة للعديد من الأعمال الشعرية والأدبية.
• لها العديد من المشاركات في دواوين شِعرية جماعية على مستوى مصر والوطن العربي.
• لها العديد من القصائد المنشورة في الصحف والمجلات الأدبية داخل مصر وخارجها.
• صدر ديوانها الورقي الأول بعنوان "لنا موعد" عن دار " ديوان العرب للنشر والتوزيع" عام 2021 بعد فوزها بالمركز الثاني في مسابقة الدار لشعر الفصحى.
• صدر ديوانها الورقي الثاني بعنوان "ما عاد يعنيني الغياب" عن دار " ديوان العرب للنشر والتوزيع" عام 2022 بعد فوزها بالمركز الأول في مسابقة الدار لشعر الفصحى.
• تم تخصيص فصل عن مسيرتها الشعرية، وبعض من أعمالها في موسوعة "أطباء شعراء” من إعداد الشاعر العراقي “د. علي الطائي”، والصادرة عن"مطبعة المجلس الثقافي في بابل” عام 2022.
• تم اختيارها لمنصب “المدير العام للجامعة العربية للشعر الموزون/ مجمع شعراء الفصحى- عمّان- الأردن” تقديرا لجهودها في رفع شأن الجامعة وخدمة الشعر والشعراء واللغة العربية.
وقد حان لنا لقاء لنغوص أكثر في رحلتها لنعرف المزيد في حوار خاص...
رشا لطفي، كيف اكتشفت حبها للشعر وبداية الموهبة؟
أولا دعيني أرحب بك، وأبدي سعادتي بوجودي معك وفي ضيافتك في هذا اللقاء الرائع، أما عن حب الشعر فمنذ طفولتي نشأت على حب القراءة، وكانت النصوص الشعرية والأدبية أكثر ما يستهويني في مجلات الأطفال وفي الكتب المدرسية، شيئا فشيئا أثمرت القراءة ثمرتها، فبدأت كتابة الشعر والخواطر في عمر الرابعة عشر، ولم أكن أتوقع حينها أن يجرفني نهر الشعر في تياره لأبعد من ذلك، لكن كان للشعر رأي آخر.
كيف وفقت بين مجال الدراسة والتخصص والموهبة الأدبية؟
في مرحلة الجامعة كان الشعر متنفسي من ضغوط الدراسة، وفيض المشاعر، والامتلاء بما أقرأ، ورغم انقطاعي عن الشعر لفترة طويلة إلى حد ما بعد تخرجي في الجامعة، إلا أني حين عدت إليه وجدت نفسي فيه مرة أخرى، وتلمست فيه الجوانب الروحية التي تتطلع إليها النفس في خضم الحياة العملية والتخصص العلمي البحت.الشعر له قواعد ونظم كيف تعاملت معها، وأول قصيدة تنشر لك كيف تأثرت بها؟
منذ دراستي الثانوية فقد كنت والحمد لله متفوقة في علوم اللغة العربية من نحو وصرف وقواعد إملائية وكتابية وبلاغية، بل وكنت متشبعة بها إلى حد كبير، بقي فقط علم العروض الذي لم نكن ندرسه في مدارسنا.وحين استشعرت من كتاباتي ومن آراء صديقاتي ما ينبئ عن امتلاكي لموهبة الشعر حاولت إلى جانب دراستي في مجال الصيدلة، أن أقرأ في كتب العروض، وأن أعلم نفسي بنفسي قواعد الكتابة الشعرية، لم يكن الأمر سهلا بالمرة فعلم العروض ليس بالعلم البسيط الميسر، كما أن تلقيه من الكتب بدون معلم كان أشبه بالنبش في الصخر، لكن في فترة لاحقة وحين أصبح أمر التعلم ميسرا بوسائل شتى من مواقع إلكترونية وڤيديوهات تعليمية وتواصل مباشر بين الشعراء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ يسر الله لي تلقي قواعد هذا العلم الصعب والتمكن منها بفضل الله..
أما عن أول قصيدة قمت بنشرها في السوشيال ميديا فكنت كمن ينزع قلبه ويضعه بين يدي جراح وهو ينظر أيحسن إليه أم يسيء، كان كل تعليق وكل كلمة وكل رأي يخط في روحي قبل أن يخط على الشاشة، وكان بإمكانه أن يدفعني للاستمرار أو أن يسقطني ويسكتني إلى الأبد.
كيف أثرت السوشيال ميديا في تطور الموهبة لديك؟
أنا ممن يدينون للسوشيال ميديا بفضل كبير، أولا في تحفيزي للعودة إلى الشعر بعد انقطاع عنه طويل، وذلك بعدما لاحظت الحراك الأدبي الكبير الذي نشأ من خلال مجموعات الفيسبوك الأدبية، وكذلك تيسير أمر النشر والوصول إلى القارئ بعد أن كان هذا الأمر عقبة كبرى فيما مضى، وأيضا من خلال تلمس وقع الكلمات وتأثيرها في القارئ مباشرة فور نشرها مما كان له أكبر الأثر في الاستمرار والحمد لله.الكتاب الأول له خصوصية كيف أعددت له حتى وصل لمرحلة النشر؟
كان حلما يراودني أن تنعقد قصائدي في عقد منضود، وأن تضمها دفتا كتاب لتخرج إلى النور وتصبح واقعا ملموسا، قمت بانتقاء أجمل ما لدي من نصوص وعكفت على تنقيحها وضبطها لتخرج كالعروس في أجمل حلة، ثم قمت بعرضها على صديقتي الغالية الشاعرة المبدعة "أسماء طلعت المليجي" لمراجعتها وإبداء ملاحظاتها عليها، وهي من كان له الفضل في تعريفي بمسابقة دار "ديوان العرب للنشر والتوزيع" لشعر الفصحى، ليوفقني الله في المسابقة وأفوز بفرصة النشر المجاني لدى الدار، وهو ما كان من أسعد لحظات حياتي على الإطلاق والحمد لله.النشر الورقي يختلف في طابعه عن الإلكتروني كيف يختلف هذا من وجهة نظرك؟
-أنا من جيل نشأ على حب الكتب وعشق ملمسها ورائحتها وصحبتها، وأعتبر النشر الورقي هو التوثيق الحقيقي لأعمال الكاتب، وإن أصبح النشر الإلكتروني هو الأسهل حاليا لكونه في متناول الجميع في كل مكان وبأقل تكلفة، لكني أومن أن الكتب الورقية هي الأبقى والأحفظ لتاريخ الكاتب.كتابان مع دار واحدة، ما السبب الذي جعلك تكررين تلك التجربة معها؟
ليس كتابين فقط، بل وكتابي الثالث القادم بإذن الله سيكون معها أيضا، فتجربتي مع دار "ديوان العرب" أكثر من رائعة، يكفي أن الكاتب بمجرد النشر معها يشعر أنه انضم إلى عائلة كبيرة متحابة ومتعاونة.فقد استطاع صاحب الدار "د. محمد وجيه" أن يؤسس لكيان إنساني حقيقي لا لمشروع تجاري ربحي، فقدم مع مديرة الدار "أ/ فادية محمد هندومة" وجميع القائمين عليها نموذجا يكاد يكون مثاليا لما يجب أن تكون عليه المؤسسات الثقافية من دعم لأصحاب المواهب الحقيقية والأقلام المميزة، ومن جهد مستمر للعمل على التطوير وتقديم الخدمات الدعائية والتسويقية التي تصب في صالح الكاتب وكتابه، مما جعل أغلب كتاب الدار على قلب واحد ويد واحدة في دعم بعضهم البعض ومحاولة النهوض بالدار والسعادة بارتقائها ورفعة مكانتها.. هذا فيما يخص الكاتب.
أما من جهة القارئ فقد كانت ولا تزال من أكثر الدور الداعمة للقراء من حيث التخفيضات الهائلة على أسعار الكتب والعروض والهدايا المختلفة التي تقدمها باستمرار، في زمن أصبح اقتناء الكتب من الرفاهيات التي لا يقدر عليها أي أحد.
الوطن والقضايا الاجتماعية كيف تأثرت بها كشاعرة وانسانة؟
ما من كاتب حقيقي يستطيع أن يعتزل قضايا وطنه وهموم بلاده، وعن نفسي فقد كان لهموم الوطن العربي وقضاياه نصيبا كبيرا في قصائدي، حيث كان لمصر والعراق وسوريا والقضية الكبرى (قضية فلسطين المحتلة) حضورا كبيرا في أشعاري..وأومن أن الكلمة سلاح ماضٍ، فإن لم يكن لها دور في التحفيز المباشر وشحذ الهمم، فليس أقل من أن تكتب التاريخ وتوثق الأحداث لتظل حاضرة في الأذهان والقلوب لأجيال وأجيال.
الصدق والقيم والرسالة، كيف تصفين هذه الكلمات في رحلتك الأدبية والعملية؟
هذه الكلمات لا تفتأ تشغلني وتثير خواطري، أما عن الصدق فأكاد أجزم أن كل ما كتبت وما أستطيع أن أكتب لا بد أن يكون منبعثا عن صدق في الحس والشعور سواء كانت قصة القصيدة حقيقية أم متخيَّلة، لا فرق عندي بين صدق الواقع وصدق الخيال، الأهم هو صدق العاطفة واندفاعها..أما عن القيم والرسالة، فكثيرا ما أسأل نفسي عن أثر ما أكتب وعن قيمة هذا الذي سأتركه ورائي وأرحل، فأجدني أجِدُّ في سبيل نشر الرقي، ومحاربة القبح بالجمال، ومواجهة فساد الذوق بالارتقاء باللغة والبيان وبمحاولة الصعود بالأرواح إلى حيث منابع الضوء والوحي والإبداع.. وأتمنى أن يوفقني الله في ذلك جميعا.
ما كواليس الإعداد لضم سيرتك في موسوعة "أطباء شعراء"؟
كان الأمر بترشيح غالٍ من الشاعر المبدع الطبيب "د. محمد كمال" لأفاجأ بتواصل كريم من الشاعر العراقي القدير الطبيب "د. علي الطائي" معي لأنضم إلى هذه القافلة المميزة من أبدع الأقلام الشعرية، التي تداوي الأبدان بيد وترتقي بالأرواح باليد الأخرى.. كان شرفا كبيرا لي تواجد اسمي وقصائدي وسيرتي الذاتية بين هذه القامات العالية الجليلة والحمد لله.اللغة العربية بلهجتيها الفصحى والعامية كيف تصفينها في الشعر بالفترة الحالية؟
اللغة العربية لغة آسرة بصورها وجمالياتها وبلاغتها التي تنفرد بها وتتميز عن بقية اللغات، وما اللهجة العامية إلا فرع ينبثق عن الأصل فيحمل ما في الأصل من جمال وإبداع ليقربه للعامة والبسطاء..والشعر بنوعيه الفصيح والعامي لا بد له من أن يلعب هذا الدور في الارتقاء بالعقول والقلوب والأرواح.. لذا أناشد كل من يمسك بالقلم بأن يسعى في هذا الاتجاه؛ اتجاه الرقي والارتقاء بمستوى قرائه فلا يستهين بما يكتب ولا بمن يكتب لهم، فالقلم أمانة سنسأل عنها أأدينا حقها أم ضيعناها.
إرسال تعليق