مراجعة في كتاب لحظات مفقودة للكاتبة مي حسام
اسم الكتاب: لحظات مفقودة
التصنيف: رواية اجتماعية
الكاتبة: مي حسام أبو صير
تصميم غلاف: شروق سيد
تدقيق: د.رشا لطفي
الناشر: ديوان العرب للنشر والتوزيع
الصفحات ١٤٤
الأفكار تختلف في الحياة والموت لكنها تظل ترمز لديمومة الحياة، نرى أن الطرق منفصلة ولا تتصل، لكن سيظل هذا الخطأ يدفن تحت الثرى فالأرض كروية تجعل كل الأقدار متقاطعة بخيوط غير مرئية لنا ولكنها قد تصبح شعاع من النور لغيرنا.
وجدت تلك الفكرة تراودني أكثر من مرة مع مرور صفحات كتاب لحظات مفقودة.
الغلاف:
جاء يحمل لون الغموض بالازرق الداكن، ثم يحمل الموج بتقلبات الحياة والمخاطرة التي نحياها كأفراد، وجاء وجود السفن رمز على تلك المعاناة التي عاشاتها الشخصيات أو المجتمع بحد سواء ليحاولون طلب الغوث باليد التي تخرج من الظلام لكن ماذا ستكون النهاية، فقد تركت مفتوحة لتدل على تكرار النداء والضعف.
الاهداء:
جاء مختصر معبر عن مشاعر الكتابة ووجود تلك الشخصيات التي تساندها سواء كانوا بيننا حاضرين أو بذكراهم.
اللغة:
لغة فصحى سليمة امتازت بوجود بلاغة بسيطة امتاز بها العمل طول الأحداث، فلا تمل من وجود خطأ لغوي يفقدك التركيز.
الفكرة:
اعتمدت الفكرة على حادث العبارة السلام الذي حدث في عام ٢٠٠٦ وما يمكن أن نجده من قضايا اجتماعية خلفها.
الشخصيات:
جاءت الشخصيات تكمل الفكرة وليست الأساس، فالأحداث هي البطل الحقيقي الذي يتنقل في العمل.
ولكن بناء الشخصيات لم يتم دفعة واحدة بوصف، بل كان متسلسلا حسب الأحداث تجد نفسك تلتقط لون العين أو بنية جسدية، ثم تعود لترسم بعد نفسي لواحد منهم لتقربك منه.
ويعد البناء المرحلي من أفضل التقنيات التي تستخدم في البناء الدرامي للروايات، حيث تجعلك تستشعر في كل مرحلة جديدة السعادة لظل شخصية قد تكون فقدتها أثناء القراءة.
لكن أكثر ما ميز تلك الشخصيات هو وجود بعد واقعي فلم تتواجد المثالية المطلقة كالروايات الافلطونية
الأسلوب والأحداث:
اعتمد العمل على الأسلوب السردي للأحداث وقد كانت الحوارات تخدم العمل ودقة تحسب للكاتبة، حيث تجد الأحداث قبل البداية ترسل لك الفكرة التي تطفو في عقل أغلب المهمشين والمقهورين بالمجتمع بالهجرة والبحث عن القوت، ثم تصدمك الحقيقة بنوت أو ضياع مما تسبب في تشرد العديد من الأفراد الذين قد لا نعلمهم.
ثم انتقال الأحداث بعدها للمستقبل لتجد نفسك أمام وقائع تكاد تضمر النيران أو تشعلها مع وجود الفضيلة أو انعدامها أحد أهم المحاور التي تسلط الضوء على المجتمع.
وتعود الكاتبة لتمدك بالعون بوجود الدافع للاستمرار مع قصص الحياة التي تمثل حبل النجاة للبعض وحبل الانتقام للآخر، فلا تفقد الاهتمام من تلك الاكتشافات التي تجعلك تظن انك رأيت القصة مسبقًا عند جار أو قريب.
اقتباسات
ويحين موعد رحلة العودة بتذاكر ذهابها عودة وعودتها ذهاب، دائرة لا يعرف معناها إلا من دار فيها كطواحين الهواء بين عمل في الخارج وزيارة للأحباب
فهناك طرف خفي بداخل هذا الجهاز الملعون الذي لا يتعدى حجمه السينتميرات، شئ يسيطر على اليد بأغلال تجعل الشخص لصيقًا به في كل مكان أيا كان، الابتعاد عنه مستحيل والعيش من دونه أصبح من الخيال.
جميعنا ندعي المثالية رغم أنها نسبية كنظريات الفيزياء تختلف من شخص لآخر، ندعي أننا وراء الحق والصواب مهما حدث؛ فلا يجهر بالخطأ سوى فاجر، ولكن تستمر المثالية دائمًا، وتفوز الأنا على الإيثار... إنه الإنسان.
بالتوفيق للكاتبة ومزيد من التقدم في أعمال أقوى
قراءة/ أميرة إسماعيل
إقرأ أيضا رواية أبابة
إرسال تعليق