كتاب/ الحب أجنحة امرأة
الكاتبة/ كريمة علي اللولبي
التصنيف/ هايكو_ تانكا
الصفحات/ ١٧٤
الناشر/ دار ديوان العرب للنشر والتوزيع
غلاف/ م.حكمت شعبان
الطبعة الأولى
الغلاف
لوحة سيريالية متناغمة تعبر عن الكتاب بشكل سليم، تحمل الأبيض لترمز للنقاء، يتداخل معها الأزرق لتمثل السلام النفسي والهدوء كلون بارد، لكن تنفرط العقدة لتجد الأصغر الذي يرمز للنار يتواجد يخطف الانظار، ويجسد تلك اللوحة وجه المرأة التي احتفت بتلك الألوان وتجعلك تتسأل هل هي من مدرسة التكعيب ام السريالية، لكن يلفت النظر هو طابع الحسن الذي جاء كوشم والذي امتاز به العرب قديما، وربما تجده يدل على الغجرية التي تهوى الترحال وتجعلك تظن أن الغلاف يتحدث فأحد نصوص الكتاب استقرت بحروفه تجذب النظر.الاهداء
جاء الاهداء يحمل الحنين والتقدير لمن وقف بجوار الشاعرة في رحلتها، وساعدوها في شق تلك المسيرة، وقد خصت في تلك النصوص زوجها، والاديب/محمود الرجبي.اللغة
جاءت اللغة فصحى بلغة واضحة وسليمة وقد تم الاعتناء بها، في الأجزاء النثرية بشدة لتجد الأسلوب المقالي المشوق يسيطر عليها، والنصوص اتسمت بالوضوح والاستعارات المناسبة.المقدمة
جاءت المقدمة تعرفنا بالشاعرة في رحلتها الإنسانية ومعتركها في شق طريق الهايكو ليثت جداراته في اللغة العربية، وقد لفت نظري العديد من الاقتباسات التي وجدتها ومن اولها هو تعريف الهايكو."الهايكو مصمم للتقارير لا للتباعد، الهايكو هو تداخل الإنسان مع الطبيعة لأنه جزء منها، التنحي أكذوبة ووهم محدودي الخيال، وفقراء ألفاظ ومعاني اللغة، وفاقدي القدرة على الإحساس بإيقاع ألفاظ الكلمات الظاهر والخفي في الأرواح والجماد والكائنات، وعميان البصيرة الذين لا يحولون الرؤية إلى رؤيا."
وما زاد استغرابي ودهشتي كيف أن يكون الكاتب يتحدث عن نفسه بلغة المجهول أو عدم التعريف إلى أن وجدت التوقيع الذي يسرد لنا خريطة الكتاب يحمل توقيع الأديب ومؤسس نادي الهايكو/ محمود الرجبي.
ولكن جاء من الاقتباسات التي أعجبتني في كلماته وهو يوضح طبيعة الشاعرة والكتاب، وكذلك معاناة الحكم بدون المعرفة والتجربة قد اظنه يقصد به الهايكو بقوله.
"فما أصعب أن يشارك الجسد في لعبة الحياة التي يعرف نهايتها جيدا، ويعرف أنه الخاسر الوحيد فيها، وأن وجوده ليس أكثر من رهينة في يد الموت، ويتم تهديد الروح بقتلها كل لحظة عابرة."
نصوص الكتاب
لكن للانتقال لنصوص الكتاب تجد أن الكاتبة أبدعت في تقديم الصورة العربية التي يتم تطويرها من فن الهايكو الياباني، لتأيد جملة قد قيلت في المقدمة أننا من يصنع الفارق بلغتنا، فلا الهايكو العربي سيظل ياباني أو يمثل الروسي وغيره، بل سينفرد في المصطلحات والاستخدام.وبالفعل وجدت ان الكاتبة أجادت استخدام الهايكو الذي كان يعبر عن فصل او شعور في صورة زمنية إلى لوحة تحمل التفرد العربي، لتسرد قصة أبدعت في تنكير العنوان لتطرح بعدها السؤال ثم تقدم المفارقة بالجواب.
وقد تنوعت النصوص وهي تسرد رحلة توضح عنوان الكتاب _الحب أجنحة امرأة_ لتصبح بالفعل مراتب الحب من العشق والغرام والود والشوق ... إلخ هي تلك الأجنحة التي تنقلها لنا الشاعرة كريمة في نصوصها فقد عبرت عن الجمال والنقاء في نص
إمرأه متلألئةكلما تمطر عيناها تتفتقازرار العشق
وسردت رحلة القوة والصمود عند المرأة في نصها
رغم الانكسارأجيد الرقص تحت المطرأنا وظلي
كما حملت همها كما الشعراء فرثت الوطن وقضايا الأمة وخاصة فلسطين والذي خصته في أغلب تلك الأوراق وهي تستشهد باشجار الزيتون، والشهداء والمثابرون، والمآذن، وعزة ويافا، واقتبس نصها من تلك الصفحات:
يتقد قلبي شغفًاوانا باردة الأطرافأهو فراق الوطن
وعبرت عن الشوق بنص
كل الذي أبكانيفنجان قهوةبطعم الغياب
وكذلك عبرت عن الشوق والذكريات والماضي بنصها:
على المقعد القديمأضع رأسيأتنفس عبق الذكريات
كما كان الحياة ودروسها نصيب في نصها
كل ألوان الحياةفي خصلة واحدةبرأس العجوز
ومن نصوص الهايكو الثلاثية التي أعتنت فيها بعرض المشهد لتنتقل إلى التانكو الخماسي توضح به جواب السؤال وتبرر الحقيقة لعرض الصورة الإنسانية والتي غلب عليها الأنا في الحب والرحيل، ومن التانكا اقتبس:
دعوةٌ للحبّبأجنحة الأمل تحلّقالأرواحعلى بياضنخّط بحبر المودّة
وكذلك نصها:
قلبي أنهكه الإعياءباتت لغة العيونخرساءاتعلم في سراديب العقلبصمت عشق.
الكتاب يعتبر قاموس لمن يريد تعلم أسلوب فن الهايكو والتانكا، خاصة أنه قد تم الاعتناء به في التدقيق والتنسيق الداخلي.
قراءة/ أميرة إسماعيل
إقرأ أيضا حوار مع الكاتب محمد كامل
إرسال تعليق