حوار مع الكاتب محمد كامل

 الكاتب محمد كامل؛ يكتب متعلقًا  بفن القصص والحكي، يجيد السرد والطرح للقضايا التي تؤرق الفكر، كما  يتمتع بالرقي والأخلاق  والثقافة التي تجعله محط احترام الكبير والصغير.

حوار مع الكاتب محمد كامل


محمد كامل

محمد كامل محمد حامد، من مواليد محافظة أسيوط سنة ١٩٧٩، حصل على ليسانس الأداب قسم لغة انجليزية وليسانس الحقوق، وعمل لفترة بتدريس اللغة الانجليزية، وحاليا يعمل مأمور ضرائب عقارية، متزوج ولديه ابناء في مراحل التعليم المختلفة.
لكنه شخص بسيط يحب الحياة والناس، هوايته المفضلة منذ الطفولة هي القراءة _قراءة الروايات والقصص والشعر، وأحيانا كتب التاريخ والثقافة العامة_  كان في أغلب الأحيان يشتري بمصروفه اليومي كتب لعشقه لها.
لكنه يعمل في مجال مختلف عن دراسته وهوايته، كما يطمح لتحقيق كثير من الأمنيات، وأولهم أن تصل كلماته لكل الناس، ويتمنى أن تكون الأيام القادمة أفضل أن شاء الله.
اليوم ندخل في حوار معه لنعرف أكثر عن هذا التناقض والمشاركة في شخصيته من خلال بعض الأسئلة....

كيف ظهرت بوادر الموهبة الأدبية؟

ظهرت بودار الموهبة الأدبية مبكرا، كنت أكتب بعض الخواطر من المرحلة الثانوية تقريبا، وكنت أعرضها على المقربين، ولكني لم أمارس الكتابة الحقيقة إلا مع بداية عام ٢٠١٨، بدأت بكتابة القصص واتجهت للطبع بعدها والحمد لله رب العالمين

كيف بدأت النشاط الفعلي بالكتابة؟

بدأت النشاط الفعلي بعرض أعمالي على بعض الأصدقاء من الأدباء والأقارب، ثم منحني التواجد في نادي الأدب والقصة المزيد من الثقة بالنفس والوقوف على الأخطاء، والقراءة المستمرة دفعتني أيضا إلى الكتابة، ثم بدأت تجربتي مع دور النشر والتي تعرفت عليها من وسائل التواصل الاجتماعي، فقمت بإصدار عمل تلو الآخر والحمد لله رب العالمين

كيف كانت تجربتك مع أول دار نشر وأول عمل مطبوع؟

الحمد لله شجعتني على النشر ولكني لم أستفد منها، فقط وضعت قدمي على طريق النشر لأعرف بعض الشيء عن هذا العالم، الذي تحكمه المصلحة، فلا تبحث معظم دور النشر إلا على كسب مادي بصرف النظر عن أي عوامل أخرى، وفرحت كثيرا والحمد لله بأول عمل مطبوع حتى وإن لم يحقق النجاح المرجو في ظل الانصراف عن القراءة وتسليط الضوء على كتاب بعينها

محاولة ناجحة كيف اختلفت عن غيرها؟

محاولة ناجحة اختلف كثيرًا لأنه جاء بعد مرور وقت، أصبحت أميل نوعًا ما لمزيد من التأني وعدم العجلة في النشر، وبالفعل مر بمراحل كثيرة من المراجعة والحذف والإضافة حتى بعد أن أرسل للدار، ولكن د/ محمد وجيه تحملني بصدر رحب لحرصه مثلي أن يكون العمل شبه مكتمل، كذلك احتوى العمل بين ضفتيه الكثير من التجارب والتي مررت بها أوتأثرت بها، كما أني شاركت بعض أصدقائي من الأدباء المقربين وجهات النظر حول غالبية قصص المجموعة، ونسأل الله التوفيق والنجاح في جميع ما هو قادم أن شاء الله

كيف اشتركت في النشر مع ديوان العرب؟

لله كانت بالمصادفة عن طريق إعلانات الفيس بوك، والتأكيد دار ديوان العرب دار لها سمعة طيبة وسمعت عنها الكثير، والتقيت العام الماضي بدكتور محمد وجيه في المعرض دون أن يتم بيننا تعارف، لكنني لمست فيه الصدق والأخلاق العالية، فتقدمت لأحد عروض الدار ليحصل عملي على نسبة 98%، وهذا كان سببا لسعادتي، وبعدها تعرفت بباقي فريق ديوان العرب والمبدعين به، ووجدت أنهم أسرة راقية تقوم على الاحترام والتقدير وروح التعاون؛ لذلك ازداد ارتباطي وتقديري لهم.

ما منهج محاولة ناجحة بالكتابة والأسلوب؟

محاولة ناجحة هو مجموعة من القصص القصيرة جدًا اعتمدت فيها على المزج بين الواقع والخيال، والتعبير عن هموم وقضايا وآلام الانسان العربي في ظل ما ما يعانيه عالمنا من صراعات وحروب، في سلسلة ممنهجة للنيل من مقدرات شعوبنا التي باتت تئن باستحداث أنماط جديدة من الغزو والاستعمار، كذلك عبرت عن قضايا الإنسان البسيط في رحلة بحثه عن لقمة العيش، ووسط كل ذلك تغيب عنا كثير من مشاعر الحب والأمل.
تناولت عرض قصصي بأسلوب بسيط يعبر عن الأفكار التي تدور بداخلي، محاولا وضع ذلك في إطار قصصي بنيته بإحكام معتمدا على التكثيف وعدم مباشرة أو تقريرية السرد، للوصول إلى لحظات الادهاش ببساطة ودون تكلف.

ما بين الدراسة في الآداب والحقوق كيف اختلف كل منهم، وكيف اثروا على كتابتك؟

القراءة امتدت معي منذ الصغر، كانت متعتي في أن أجد كتاب يجذبني وروايات تحلق بخيالي، دراسة الأدب الانجليزي قدمت لي نماذج رائعة من كتابات شكسبير وشارلز ديكنز وغيرهم، تعرفت على بعض أساليب النقد والثقافة الانجليزية القديمة.
ودراسة الحقوق أفادتني على المستوى الشخصي والعملي، فدرست القوانين المختلفة من الجنائية والمدنية وغيرها، وفي ذهني دائما المقارنة بين ما يحدث على أرض الواقع وما هو مدون في قوانيننا، هل يحترم الجميع القانون وهل جميعنا أمامه سواء، درست المعاهدات والاتفاقيات الدولية وبنودها وشروط تحققها والالتزام بها، فدراسة القانون ممتعة ولم تمهلني ظروف الحياة ومشاغلها في أن استكمل فيه الدراسات العليا والحمد لله رب العالمين على كل حال
وكلاهما شكلا وعيي وأثرا في كتاباتي وتفكيري، فالكتابة بالتأكيد نتاج مؤثرات كثيرة منها الدراسة والاحتكاك بالحياة ومن فيها من نماذج صالحة وأخرى فاسدة.

التعامل مع المواطن وداخل المصالح الحكومية كيف أثر على حصيلتك ككاتب؟

الكتابة مرتبطة بالواقع الذي نحيا فيه، وبدون هذا الاحتكاك اليومي مع الناس ومشاكلهم الحياتية لن نستطيع الكتابة، فالكاتب مرآة لمجتمعه وابن بيئته، ولن يستطيع الكاتب بحال من الأحوال الانعزال عن الأخرين، وقصصي دائما ما تعبر عن هذا الواقع والمعاناة التي ألمحها في نظرات الأخرين حتى دون أن تنطق ألسنتهم، حتى مع كتابتي للفانتازيا أو القصص التي أطلق فيها خيالي فهي أيضا نابعة من الواقع، ولذلك أحرص دائما على هذا الانخراط في المجتمع، ومحاولة التقاط صور المعاناة ومعالجتها لأنقلها عبر كتاباتي.

ما رأيك في واقع الكتابة والنشر العربي؟

واقع الكتابة أصبح إلى حد ما جيد، بالرغم من وجود كثير من يدعون؛ لكن هناك أقلام جيدة ومبشرة بالخير، ولكن تواجه الكتاب عقبات كثيرة منها المجاملات على حساب الموهبة الحقيقية والحالة المادية وحرية التعبير وغيرها، ولكن وسط هذا كله نستطيع أن نميز بين الجيد والردئ.
وواقع النشر يطغى عليه أمور كثيرة لا تخدم الأدب والأدباء، وفي الحقيقة الأوضاع قد تعوق كثيرا عملية النشر والبحث عن المواهب الحقيقية، وهناك بعض دور النشر وغالبا يكون على رأسها أدباء يسعون بقدر المستطاع لاكتشاف الأقلام الأدبية الجيدة والتي تستحق.

معارض الكتب والمكتبات كيف تلاحظ دورها وسط كل تلك العقبات ودور المؤسسات الثقافية؟

معارض الكتب والمكتبات بالتأكيد لها دور مهم في نشر الثقافة، معارض الكتاب فرصة رائعة للتلاقي وعرض جميع الأعمال الأدبية المحلية والعالمية، وهو عرس سنوي ننتظره كل عام، ولكن منذ فترة كانت تقام فيها الكثير من الفاعليات الثقافية الرائعة وهذا لم يعد موجود حاليا، كذلك ارتفاع أسعار الكتب يسبب عائق حقيقي، ولكن تقوم بعض دور النشر بتقديم عروض هائلة ومنها ديوان العرب للتشجيع الجميل.
والمؤسسات الثقافية أصبح دورها الآن ضعيف كثيرا عن ذي قبل، مع اختفاء الدعم المقدم للكاتب والتشجيع على ظهور المواهب الحقيقية في ظل وضع متردي من الفساد والمجاملات على حساب الثقافة والأدب، ونتمنى أن يتغير هذا ويصبح وجودها حقيقي وملموس قريبا أن شاء الله.

كيف ترى تأثير الكتابة على نشأة الأجيال القادمة؟

القراءة والكتابة من العوامل الهامة للحفاظ على ثقافتنا، والكتابة لها تأثير كبير على نشأة الأجيال القادمة، بدونها نفقد هويتنا ولغتنا ويصبح من السهل التحكم فينا لننساق خلف أصحاب الفكر والتقدم من الغرب، ونحن بالفعل نواجه مشكلة حاليا بانصراف كثير من الشباب والأطفال عن القراءة والكتابة، فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مسيطرة على العقول، ولكن علينا أن نستمر ونحاول بلا يأس، وأن شاء الله أجيالنا القادمة تكون أفضل.

كيف تصف رحلتك في الكتابة من البداية إلى اليوم؟

رحلتي في الكتابة من البداية بدأت مع شغف القراءة وحب الاطلاع، كنت أعبر بالخواطر والشعر عما يجيش بداخلي، في البداية كانت هناك أخطاء كثيرة، ولكنني شعرت بقدرتي على كتابة القصة بطريقة أفضل من أي جنس أخر، انخرطت في أندية الأدب والقصة بجانب القراءة، أسلوبي بدأ يرتقي وكتاباتي بدأت تصبح أفضل، نشرت أكثر من كتاب في البداية ولكني شعرت فيما بعد أني غير راض عنهم، لذلك أحرص حاليا على التأني والمراجعة حتي يكون العمل متميز أن شاء الله، أما عن النقد في الحقيقة هناك من يوجه لي نقدا سلبيا وهناك من يوجه لي نقدا ايجابيا، والنقد في كل الأحوال يلفت انتباهي إلى ما قد ينقصني، فلا يزعجني بقدر ما يفيدني، والأن أشعر أنني مازلت لم أقدم ما أتمناه ومازال هناك الأفضل أن شاء الله.

اليوم ماذا تقول للشباب المقبل على الكتابة والنشر في ظل التطورات الراهنة، ومن واقع تجربتك؟

الشباب مازال هم الأمل للغد، عليهم عدم التعجل والتأني في النشر، وعليهم بالقراءة الواعية والدائمة فهي سلاح الكاتب، وأن يؤمن بقلمه وقدرته على الإبداع وإنجاز ما يعجز اللسان أو القوة عن تحقيقه، وعليهم أن يشعروا بصدق ما يكتبوا فيعبروا عن أنفسهم ومجتمعهم والوقوف على أزماته وآلامه، وأن ينتقوا من بين دور النشر من يتعامل بصدق وشفافية لا من يحرص على تحقيق كسب مادي فقط.

هل توجد اضافة تحب إضافتها؟

شكرا جزيلا أستاذة أميرة ولحوارك الرائع جدا وأمنياتي لك بالتوفيق دائما أن شاء الله، وأتمنى أن تتحسن الأوضاع وتزول جميع المعوقات أمام الجميع وأن نعود بأدبنا وثقافتنا لعصور الازدهار أن شاء الله

حوار/ أميرة إسماعيل 

إقرأ أيضا حوار مع الكاتبة مي إبراهيم القاضي  




إرسال تعليق

comments (0)

أحدث أقدم
Post ADS 2

آخر الأخبار

Post ADS 2