رواية يهودي مصري

 رواية/ يهودي مصري.

 الكاتب/ عمرو توفيق علام  

الناشر/ ديوان العرب للنشر والتوزيع 


رواية يهودي مصري

من يعتقد أن التاريخ مُدوّنٌ فقط في مجلدات صُنعت خصيصاً لتُرقِدَ أحداثه بين دفتيه، فليُعيد النظر ثانيةً حيال حدسه ذاك، ولأُثبتَ ذلك فأنا أدعوكَ غداً في الخامسةِ والدقيقة الخمسةِ وعشرين تماماً إلى سورِ الأزبكية حيثُ تجتاحُ كتب التاريخ والروايات الأرصفة وجوانب الطرقات سنبتاعُ روايةً تقصُّ علينا تاريخاً يتسللُ إلى عقولنا بشخصياتٍ وأحداثٍ خيالية حدثت في واقعٍ موجود فعلياً تتراقص أحداثه بين الماضي والحاضر.

قيمة العمل

 ترقدُ الرواية التي كُتب أعلى غلافها( يهودي مصري) بجانب إحدى كتب الرافعي على قارعة الطريق، سنحملُ الرواية ونمضي إلى إحدى المقاهي العالقة في ركنٍ هاربٍ من إحدى الشوارع، نرمي أجسادنا المثقلة بحمل تاريخ الرواية على كراسٍ خشبية، وبفرقعةِ إصبعين نطلبُ قدوم صبي المقهى؛ لنطلبَ منه فنجانين من القهوة تصل بعقولنا حد اليقظة. ومع أول رشفةٍ نفتحُ باب الرواية ونتعثر هناك بلغزٍ وضعه يهوديٌّ لمسلمٍ والدليلُ صليب! 

نمتطي صهوة الفضول ونقفُ تاركين الحساب على عجل، نهرول الخطى نحو مسجد السيد البدوي أو جامع عمرو بن العاص أو الحسين أو ربما مسجد الناصر بن قلاوون، لعلّ ترديدَ الأذكارِ في حضرةِ تحرر الروح يهدينا حلّ اللغز. نتيه في غيبوبةٍ طفيفة تحملنا نحو النقاء نستمع هناك لموسيقى الروح التي تهدينا الحل على طبقٍ من فضة، نستفيق من إغماءتنا تلك، وسرعان ما نعودُ ونشوةُ الإنجازِ تعبقُ في ملامحنا؛  فنطرب ونتمايل على إيقاع كارمينا بورانا أو إحدى معزوفات غوسيبه تارتيني وسيكون الحظ حليفنا إن وجدنا أسطوانةَ تشايكوفيسكيالتي أهدتني إياها جدتي في ذكري ميلادي وحظينا بلحظاتِ تجلي برفقة أنغامها، وقتها فقط سنكون على يقين تام بأن الموسيقى غذاءٌ للروح، صوفية التأثير تستقي عنفوانها من إخوان الصفا، فرعونية النشأة ربما أشمون كانت الانطلاقة.

التاريخُ هنا يسطعُ في ذكاء كاتبٍ جمعَ الأديان الثلاثة على طاولةٍ واحدة، أرقد الصداقة بين يهودي ومسلم في عهدٍ لم يحرم صحبة الأديان بل حافظ على الود والألفة بين الجيران على اختلاف معتقداتهم.

كان بارعاً في استقاء التاريخ من مخطوطاتٍ قبعت دهراً في فوهة الجنيزة في كنيسٍ يهودي، تفوّقَ في سرده الذي حمل فيضاً من البلاغة واللغة القوية، وكان ذكياً في عرض فكرته، ساحراً في امتلاك لب القارئ وجعله يربط الأحداث بين ماضٍ وحاضرٍ في محاولةٍ_ ربما يكللها النجاح_ لحل حبكةٍ ممتازة أوجدها الكاتب وأحكم وثائقها بعناية.

في النهاية ستتنفسُ الصعداء وكأنك كنت البطل، وتاقَ قلبك للنهاية فجاءت مثلجة للصدر، مرضية للعقل.

ستنتهي منها وقد دوّنت هائلاً من المعلومات التاريخية التي بدورك ستنقر محرك البحث(جوجل) للاستفسار عن المزيد، وطمعاً في الاستفاضة بعدما مهدت لك الرواية الطريق.

اقتباس من الرواية

 وقد تسمعُ للباب صريراً حين يُفتح كأنه يتأوه من كثرةِ الأعوام التي مرت عليه واقفاً، ومن كثرة الأحداث التي شهدها، حتى ليبدو الباب وأخشابه التي طال عليها الوقت، كأنه رجل طاعن في السن يراقب الزمن...


قراءة/ أريج دكه الشرفا 

إرسال تعليق

comments (0)

أحدث أقدم
Post ADS 2

آخر الأخبار

Post ADS 2