لقاء مع الكاتب محمود زيدان

 سيكون هذا اللقاء مختلف فهو لقاء مع الكاتب محمود زيدان حافظ حيث  خبرات الحياة هي من تثقلنا بحلوها ومرها،  نستعرض هذه الرحلة.

لقاء مع الكاتب محمود زيدان حافظ
في البداية نتعرف على الكاتب محمود زيدان...


محمود زيدان؟

محمود زيدان حافظ، محامي حر، كاتب روائي ومسرحي، مواليد القاهرة
منطقة طرة البلد المعادي  ١٩٨٠.


كيف بدأت اكتشاف الموهبة الأدبية والفنية؟

كنت صغير السن جدا عندما حاولت أن أضع ما بداخلي فوق ورقات، ثم تدرجات مع العمر ومع زيادة خبرات الحياة حتي قام أصدقائي بحثي على أظهار ما أكتب للنور.


كيف أثرت الموهبة على المجال الدراسي، فأحدهما يتعلق بالقانون، والأخر يتعلق بالدراما؟

دراسة القانون هي من أثرت بشكل كبير على ثقل الموهبة وخاصة أنني التحقت بفريق مسرح كلية الحقوق جامعة حلوان ممل كان له أكبر الأثر في وضع الموهبة في أطار فني مهم فمثلت وكتبت وأخرجت للمسرح فتعمقت في الأدب أكثر وقرأت أكثر وأنفتحت على مدارس متنوعة من الأدب.


ما العقبات التي واجهتك عند التوجه للكتابة والمسرح أثناء العرض على الجمهور؟

الحمد لله والفضل لله، الله دائما يعطينا الخير، ولكن هناك مواقف تدفع للحزن . فهناك أشخاص رفضوا عرض مسرحي فقط لأنهم معترضين على صغر السن وليس أعتراض على نص أو على إخراج، والعديد من المواقف لكن كان فيها الله دائما ما يراضينا وكأننا نُعد لنصبح أقوي وأكثر قدرة على التحمل وهذا من فضل الله.


وحين توجهت للكتابة كان فضل الله عظيم وراضاني الله من فضله جدا جدا فيسر لي أمري ولله الحمد تعاقدت مع دار ديوان العرب للنشر والتوزيع واحدة من أصدق دور النشر وأقواها مما جعلني اليوم ولله الحمد لي العديد من الروايات.

إقرأ أيضا رواية يهودي مصري 

كيف تجد مستوى الكتابات والكتب التي توجد بالسوق حاليا  كقارئ وكاتب؟ وكيف يمكن صناعة كاتب؟

مستوي الكتابات حاليا ممتاز، لأن هناك تنوع شديد جدا وكثير جدا وعلى القارئ أن يختار بين البخس والجيد وهذا ما ينطبق على الكتاب نعم هناك الكثير منها لا يمت للأدب بأي صلة وفي المقابل هناك الجيد والممتاز وفي الأخير المتلقي هو من يحدد ما يريد .
لقاء مع الكاتب محمود زيدان


كيفية صناعة كاتب، أنا بالفعل ضد هذه المقولة جدا فالكاتب يفرض نفسه ولا يصنع؛ ولكنني أقر الأن بأن هذه هي لغة السوق قد يكون الكاتب متوسط المستوى ولكن كثرة الدعاية والشو الإعلامي نجده في مصاف الصفوة رغم أنه دون المستوى أو متوسط لكني في الأخير مؤمن بأن الجيد يسود في النهاية.


من الذي أثر في أسلوب كتابتك، وجعلك تحب السير على خطاه في هذا الطريق؟

لا أنكر أنني تعلمت الكثير من أدباء عظام داخل الوطن العربي وخارجه لكنني حين نشرت كتاباتي حاولت أن يكون لي أسلوب خاص وطريقة خاصة في عرض أعمالي وهذا ما أحاول جاهدًا الحفاظ عليه ليس المهم عندي أن يكون هناك كتاب لي ولكن الأهم أن يكون هناك قارئ قادر على التعايش مع الكتابات واستخراج ما بها من إعمال للعقل والتدبر لفهم المحتوي والبحث عن المعلومة، وهذا ما أستخدمه في الروايات وكذلك في أعمالي المسرحية.


ما رأيك في الحركة الثقافية والمبادرات التي نجدها على الساحة في الوقت الحالي ودورها في المعترك الأدبي؟


كلمة حركة ثقافية وحدها مصدر للسعادة فطالما هناك حركة ثقافية فسيكون لها نتاج أدبي وهذا ما نريد أن يكون هناك إنتاج أدبي متميز وكثرة المبادرات يخرج من رحمها الكثير من الإبداعات.

ما بين الكتابة والنشر الإلكتروني والورقي نجد العقبات والتي نجدها تملأ الصفحات من عمليات مشاحنات عن دور النشر، كيف تجد هذا الوضع وهل صادفت أحدها؟

بالتأكيد صادفنا ذلك ولكن لله الحمد مع أول عمل روائي لي منفرد كانت دار ديوان العرب للنشر والتوزيع هي التي تعاملت معها فرأيت الصدق والأمانة والرغبة في النجاح والرغبة في أنجاح الكتاب أيضا فكان هذا هو الفارق أن تتعامل مع صادقين لديهم رغبة في التفوق فيدفعوك للتميز لتظل دائما معهم .


محمود زيدان


النشر الورقي لا غني عنه ولكن الأن النشر الإلكتروني أصبح يفرض نفسه بقوة جدا على الساحة ومع غلاء أسعار الطباعة أرى أن النشر الإلكتروني سيسود ذات يوم.


من وجهة نظرك كرجل قانون، كيف تحلل أزمة النشر الورقي بما تمر به وتأثيرها على الكاتب، وخاصة في مصر؟

أن تكون هناك ضوابط صارمة تفرض على جميع من هم بمنظومة النشر تعطي كل ذي حق حقه وتطبق بكامل الحسم والحزم على الجميع فلا نترك الكاتب فريسة لدور نشر ولا نعطي له الفرصة للتلاعب بدور النشر فيكون اتحاد الناشرين له دور فعال ويحدد ضوابط لا يخلو أي عقد لدار نشر منها وكذلك مراقبة السوق وتحديد ما يمكن فعله لتحجيم الجموح الفكري لدي البعض سواء كتاب أو ناشرين.


الرؤية المسرحية  وقصة المسرح، هل يمكن  تطبيق تلك الألية على الصنوف الأدبية الاخرى، وما الفرق بين الكتاب المسرحي والإجتماعي؟

الصنوف الأدبية جميعا تصلح للمسرح بلا استثناء ولكن الرؤية المسرحية لا تتعلق بنوع معين، فحين نقرأ رواية مثلا فلكل منا وجهة نظرة أي المنظور الذي ينظر به للرواية.


إذا الصنف الأدبي أولا ثم الرؤية المسرحية يضاف عليهم سنوغرافيا المسرح أي الصورة الكاملة التي يراها المتلقي من إضاءة وملابس وديكور وتناغم الألوان بينهم في تناسق فيكون العمل متكامل نص جيد رؤية جيدة أدوات جيدة ممثلين جيدين.

فحيل، محمود زيدان


المسرح هو قلب المجتمع وهو لسان حالة المعبر عن معناته وأحلامه فالكتابة للمسرح هو فقط تخليص للحياة الإجتماعية في المدة الزمنية للعرض.


هل يمكن التعرف على كتبك وأسلوب ومنهج كل عمل؟

الحمد لله هناك تنوع بين كل رواية والأخرى، فشقة إمبابة كانت عن قصة حقيقية لهذا أخترت أن يكون الحوار فيها بالعامية المصرية ليكون أقرب للواقع الذي تعيشناه فعليا وتنتمي لأدب الرعب. 


أما عن نعيق الغربان فهي أيضا تنتمي لأدب الرعب ولكنها ملحمة التداخل بين العالمين بلغة عربية فصحي سردا وحوارا.


وأخر رواية في أدب الرعب فهي مفاجأة معرض القاهرة للكتاب القادم فهي رواية من نوع خاص جدا تسرد وقائع غاية في التشويق أتنمي أن تنال أعجاب القرأ.


وأخيرا روايتي الغالية ١٠٠ عام بلا تاريخ، والتي تحولت إلي عمل مسرحي ولله الحمد مع أول فريق نقابي في مصر فريق مسرح نقابة المحامين وقدمت على المسرح بالفعل ولله الحمد حققت نجاح جيد.


ومن جميع الكتابات المنشورة ورقيا وإلكترونيا فهناك تنوع في المنهج ولكن يظل الأسلوب ثابت فعلى القارئ أن يتابع حتي نهاية الرواية ليستجمع كافة خطوطها.

من كان الداعم لك في تلك الرحلة وطقوس تدوين تلك الاعمال؟

الأسرة كانت أول داعم ثم زملاء الدراسة الجُمال؛ دفعة كلية الحقوق جامعة حلوان ١٩٩٩ وبعد ذلك أصدقاء الفيس والجروبات كان لهم أكبر الأثر في تحريك الماء الراكد ودفعي للنشر الورقي،  من قلبي كل الشكر لمن كان بجواري وقت أجتياز الطريق.


أما عن طقوس الكتابة والتدوين فأظنني بلا طقوس خاصة ولكني أكتب في جميع الأوقات والظروف.


الكتب كثيرة منها الغثاء والرث، كيف يمكن وصف تلك الجملة وتحليلك لأسباب تواجدها؟ وكيف يمكن القضاء عليها؟

دعونا نعلنها صراحة لغة المال تتحكم في السوق بأكملة فمن يملك المال ينشر ما يشاء وهذا يعود لدور النشر المنتشرة بكثافة وليس لها هم سوى المال.


أما عن كيفية التصدي لهذه الظاهرة فالأمر صعب ولكنه ليس محال فيجب الغاء النشر على النفقة الكاتب وقتها دور النشر لن تنشر سوى كل ما يستحق النشر فقط.


بوقت هذا الحديث تمر صناعة الكتاب والنشر بأزمة، فهل سنجد اندثار للكتاب الورقي ليحل الإلكتروني محله، كيف ترى هذا الوضع؟

للأسف أشعر بذلك بشدة وفي القريب جدا سيكون النشر الإلكتروني هو المتاح فزيادة أسعار الطبعة ستجبر الكثير على التوقف عن النشر.


ماذا يمكن أن تنصح المواهب الصاعدة في بداية الطريق؟

نمي قدراتك الذهنية والأدبية وأطلع كثيرًا في شتى المجالات وأقرأ ثم أقرأ وأبعد كل البعد عن التأثر بالأخرين وأختر لنفسك نهج وأسلوب يميزك . لا تستعجل النشر ولا تبطئ الخطواط فقط ثق أنك قادر على الوصول لهدفك.


إرسال تعليق

comments (0)

أحدث أقدم
Post ADS 2

آخر الأخبار

Post ADS 2