من أجمل ما قيل في قضاء مصر لرد المظالم كلمات المستشار بهاء الدين المري في قضية نيرة أشرف لحظة النطق بالحكم على القاتل محمد عادل في الجريمة التي اهتز لها العالم والتي حدث أما بوابة توشكي بجامعة المنصورة لحظة خروج الضحية من الجامعة
﷽ قبلَ النُّطقِ بما انتهتْ إليهِ المُداولةُ، تُقدَّمُ المحكمةُ كلمةً إلىٰ المجتمعِ، تراها في هذا المقامِ واجبةً".
"دنيا مقبلةٌ بزخارفها، وإنسانٌ متكالبٌ علىٰ مفاتنها. ماديةٌ سيطرتْ، فاستلبتْ العقولَ وصارَ الإنسانُ آلةً، يقينٌ غائبٌ، وباطلٌ بالزَّيفِ يحيا، وتفاهاتٌ بالجهرِ تتواترُ، وبيتٌ غابَ لسببٍ أوْ لآخرٍ، والمؤنساتُ الغالياتُ صِرنَ في نظرِ الموتورينَ سلعةً، والقواريرُ فواخير، ونفسٌ تدثَّرتْ برداءِ حبٍّ زائفٍ مكذوبٍ. تأثَّرتْ بثقافةِ عصرٍ اختلطتْ فيهِ المفاهيمُ. الرَّغبةُ صارتْ حُبَّاً، والقتلُ لأجلهِ انتصارًا، والانتقامُ شجاعةً، والجرأةُ علىٰ قيمِ المجتمعِ، تُسمىٰ حريةً مكفولةً".
منْ هذا الرحمِ وُلِدَ جنينًا مشوَّهًا، وقودُ الأمةِ صارَ حطبَهَا. باتَ النَّشءُ ضحيةَ قدوةٍ مشوهةٍ، وثقافاتٍ، هذا هوَ حالها. ومِنْ فرطِ شيوعِهِ، واعتبارهِ مِنْ قِبلَِ كثيرينَ كشفاً لواقعٍ، زُيِّنَ لهمْ فَرَأوهُ حسنًا، فكانَ جُرْمُ اليومِ لهُ نتاجاً. أفتذهبُ نفسنا عليهمْ حسراتٍ؟ إنَّ هذا الخللَ، إنْ لمْ نأخذْ علىٰ أيدي الموتورينَ ومروجيهِ؛ استفحلَ ضررُهُ، وعزَّ اتقاءُ شرِّهِ، واتسعَ الرَّتقُ علىٰ الرَّاتقِ".
"ولكلِّ ما تقدَّمَ، تطلقُ المحكمةُ صيحةً، يا كلَّ فئاتِ المجتمعِ لابد مِنْ وقفةٍ. يا كلَّ مَنْ يقدرُ على فعلِ شيءٍ هلموا. اِعقدوا محكمةَ صُلِحٍ كُبرىٰ بينَ قوىٰ الإنسانِ المتابينةِ، لنُنَمِّيَ فيهِ أجملَ ما فيهِ. أعيدوا النَّشءَ المُلتوي إلىٰ حظيرةِ الإنسانيةِ. علموهمْ أنَّ الحُبَّ قرينُ السَّلامِ، قرينُ السَّكينةِ والأمانِ، لا يجتمعُ أبداً بالقتلِ وسفكِ الدِّماءِ. أنَّ الحُبَّ ريحٌ مِنَ الجنَّةِ، وليسَ وهجاً مِنَ الجحيمِ. لا تشوهوا القدوةَ في معناها فتنحلَّ الأخلاقُ. عظموها تنهضُ الأمَّةُ. هكذا يكونُ التَّناولُ، بالتربيةِ، بالموعظةِ الحسنةِ، بالثَّقافةِ، بالفنونِ، بمنهجٍ تكونُ الوسطيَّةُ وسيلتَهُ، والتَّسامحُ صفتَهُ، والرُّشدُ غايتَهُ".
"إلى الآباءِ والأمهاتِ نقولُ: لا تُضيِّعوا مَنْ تعولونَ. صاحبوهمْ، ناقشوهمْ، غوصوا في تفكيرهِمْ، لا تتركوهُمْ لأوهامهِمْ، اِغرسوا فيهمْ القيمَ".
"وإلىٰ القاتلِ نقولُ: جئتَ بفعلٍ خسيسٍ هزَّ أرضًا أبيَّةً أسَرَتْ لويسْ. أهرقتَ دماً طاهراً بطعناتِ غدرٍ جريئةٍ. ذبحتَ الإنسانيةَ كلَّها، يومَ أنْ ذبحتَ ضَحيةً بريئةً. إنَّ مثلَكَ كمثلِ نبتٍ سامٍ في أرضٍ طيبةٍ، كلما عاجلهُ القطعُ قبلَ أنْ يمتدَّ، كانَ خيرًا للنَّاسِ وللأرضِ الَّتي نبتَ فيها".
إقرأ أيضا طفل كندا الذي أسلم
الرسوم ثنائية الأبعاد الفرعونية
و اختتم سيادة معالي المستشار بهاء الدين المري تلك الكلمات بتحويل أوراق القاتل محمد عادل إلى سيادة الشيخ مفتي الجمهورية بإبداء الرأي في الحكم بالإعدام، في أول قضية تحصل على تحويلات قضائية من النيابة إلى ساحة القضاء في خلال ستة أيام وتليها الإسراع بالبت في الحكم في خلال ثمان وأربعين ساعة لتهدئة غضب المواطنين في قضية نحر الطالبة نيرة أشرف من قبل زميلها أمام بوابة الجامعة في مدينة المنصورة.
إرسال تعليق